طِفلُ الخمسة أعوام ،، لم تكُن تجذب نظره تلك الألعاب كباقي الأطفال ..
بل كانت روحه ترفرف فرحًا بالألوان ، ولم تكن متعته اللعب بالطين وشراء الحلوى ،، إنما كانت تتجلى لديه المتعة عند محاولته رسم شيء ما …
“مصطفى فروخ” فُطر على حُب الرسم في بيئة كانت تعتبر هذا الفعل جريمة!
حتى أنه لم يرَ صورة زيتية رُسمت بيد فنان قبل العاشرة من عمره !
عاش محتفظًا بشغفه وروحه المفطورة على حُب الرسم آملًا أن يأتي الوقت الذي يتحرر فيه من قيود المجتمع ..
سافرَ حاملًا في حقيبته العزيمة والإصرار ، وموهبةً ولد مقرونًا بها، درس اللغتين الفرنسية والإيطالية وكان يتعيش مما تبدع يده وينسج خياله.
تعلم في روما مبادئ الرسم وعلم التشريح وعلم المنظور ونظريات اللون والضوء .
كان فنانًا ذا مبدأ ، حيث أنه كتب في مذكراته بأن الرسم “رسالة اجتماعية إصلاحية بعيدة الأثر يترتب عليها انقلاب في أسلوب التفكير ومنحى الخلق وسمو الغاية… فأعني يا رب، وخذ بيدي، إن رسالة الجمال والحب والخير هي رسالتك”.
عشق ثرى موطنه فصورها في لوحاته،
مصطفى فروخ حُر الفكر، أسير الفنِّ والألوان.
الكاتبة : سامية فؤاد
كاتبة من اليمن عاشقة للفنون و الأدب و قالت عن حبها للفنون :
يا تلك المشاعر التي لا تنطق،
رسول الإلهام ووحي الرسام،
هي شجرة الفن،
يكاد زيت ألوانها يضيء روحك ولو لم تمسسه نار.