الأساليب والاتجاهات المفاهيمية :
أن الفن المفاهيمي يتضمن العديد من الممارسات والاتجاهات الفنية مثل” فن الجسد، فن الأرض، الفن لغة”، وجميعها تذهب إلى قطع الصلة مع الموروث، والتخلص من أشكال الفن التقليدية، وطرق استهلاكه، مع”إبراز الواقع كما هو كقيمة جمالية”. وقد سعت هذه الاتجاهات إلى الابتعاد عن العمل الفني التقليدي، واستبدل الفنان اللوحة والتمثال “بالأفكار والمفاهيم والمعلومات التي تمس الفن. وشملت أدوات هذا الفن” المقترحات المكتوبة، والصور الفوتوغرافية، والوثائق، والخرائط، والرسوم البيانية، والفيلم، والفيديو، وأجسام الفنانين أنفسهم، واستخراج اللغة نفسها. وأصبح الفنان”يتمتع بفضاء واسع من الحرية جراء التعبير بأشكال ومواد يبتكرها لنفسه تمثل أشياء هي من نتاج الحياة اليومية المعاصرة. كما بدأ العمل الفني” يرتهن تماماً لتقنيات الحياة الحديثة.
1ـ فن ولغة :
أن العمل الفني في نظر أحد ابرز ممثلي هذا الاتجاه جوزف كوزت Kosuth ، وفي نظر جماعة فن ولغة أيضاً يمثل” نقطة التقاء بين عدة مناهج اتصالية: الصورة واللغة تلتقيان في الكتابة، الوسيلة التي تجعل الكلمة مرئية. واعتبروا أن التقويم الجمالي ليس غريباً عن وظيفة الشيء فحسب، بل يبعده عن مبررات تمثيله، فهم يعتقدون أن محور الفن قد انتقل منذ مارسيل دوشامب من شكل اللغة إلى اللغة نفسها”. و يذكر أن جماعة فن ولغة أسست مجلة في إنجلترا سنة 1969 تحمل ذات المسمى، غير أن الجمع بين كلمتي( فن)، و(لغة) لا يشير إلى ” ممارسة الكلام باعتباره فنًّا، بل إلى تطبيق اللغة على تحليل الفن”.
2ـ النقـاش فـن :
بهدف توضيح أهدافهم استخدم الفنانين المنضوين تحت عباءة الفن المفاهيمي”الصورالفوتوغرافية،والميكروفيلم، والنصوص المدونة، واستخدموا أيضاً” مجموعة كبيرة من الكتيبات، والأشرطة المسجلة، ووثائق أخرى تتعامل كلها مع طريقة النقاش حول الفن. كما عمد بعضهم إلى ” إدخال الأبحاث اللغوية ، والفلسفية، والاجتماعية في نصوصهم المدونة شعوراً منهم بأن دور الفنان قد بات هامشيًّا، وأنه لابد من تخطي هذا الدور باللجوء إلى لغة جديدة متخصصة”.
3ـ فـن الأرض :
انعكس الفن المفاهيمي على بعض الأنشطة التي يحتل فيها التوثيق دوراً كبيراً، وتوظف فيه الصور الفوتوغرافية، وشرائط الفيديو، وغيرها من الوسائل التي تساهم في تحويل ” مفهوم الفن بصفته شيئا مجسداً ماديّا إلى مفهوم يجعل الفن وسيلة استعلام فيزول العمل الفني، ولا يبقى منه سوى الذكرى، ويحل الاتصال محل الملكية”. وقد امتد تأثير هذا الاتجاه على ما يعرف بفن الأرض(Land Art) حيث بات فن النحت يمارس مباشرة في الطبيعة نفسها، كما اقتصر النشاط الفني لبعض الفنانين على التجول بين أحضان الطبيعة، وتأملها، والتقاط الصور الفوتوغرافية. وهكذا تخطى العمل الفني قاعة العرض، و” لم يعد يرتبط، أو يتمثل بأي أثر تزييني، أو نظام معماري، بات تساؤلاً ذا أبعاد فكرية، ونفسانية جديدة على علاقة بالتجربة المباشرة”.. وأصبح فن الأرض يعبر عن” التداخل مع الطبيعة بعد أن تجدد مفهوم الفنان لها” غير أن الفنان انتقل بعد ذلك لمواجهة الطبيعة للتعبير من خلال العمل عن ” سلوك ضروري لمواجهة هذا المدى الأولي، والمتوحش الذي أبعدتنا عنه حضارتنا روحيا، وجسديا”.
4ـ علم آثار الحاضر:
أن نطاق التوثيق الفوتوغرافي اتسع ليشمل “تسجيل مظاهر مختلفة من حياة المجتمعات المعاصرة، وهو إذ يلجأ إلى علم آثار الحاضرن وإلى دراسة الأجناس البشرية للحياة اليومية، وإلى جمع العاديات الحديثة المبتذل منها والتافه، والزائل، والفريد،إنما ليعبر عن مأساة الإنسان المعاصر، ويطرح تساؤلات مقلقة حول مصيره”. وأن الفنان المفاهيمي ربما كان يهدف إلى إعادة ” بناء داخل محرر من أي قيود انطلاقاً من التحليل المنهجي للعالم الخارجي، بحيث يتحول العمل الفني إلى مرآة يمكن للفنان المبعد عن الواقع أن يرى نفسه فيها”.
5ـ فن الجسـد: يؤكد فن الجسد(Body Art) ” فكرة الحياة التي تتحول إلى عمل فني”، وترافق ظهور هذا الفن “مع ظهور مجموعة من التوجهات التشكيلية التي قدمت الفن كفكرة، كمحاولة للاحتفال إبداعيا بالجسد وجعله مكونا تكميليا للعمل الفني”. حيث شكل الجسد مادة العمل الفني الأساسية، ومحور”اهتمامات الفنان المفهومي بعد أن تخلى عن كل المقاييس الجمالية، أوالأخلاقية، واقترب من الحدوثية”.
6ـ الفن الحركي:
يذكر آل وادي أن الفن الحركي ارتبط بمجال” النحت الحركي الذي يحتوي على أجزاء متحركة مطعمة بمحركات تشتغل بالهواء، أو بطريقة يدوية، ويعود أصل الفن الحركي إلى عجلة للدراجة لمارسيل دوشامب، بالإضافة إلى ألكسندر كالدر”. اتجه الفن الحركي ـنحو” نمطين من التعبير تربط بينهما منهجية واحدة: هما البنية المبرمجة، والصورة المتبدلة حركيا”. و أن ” التحول الذي شهده الفن في إدخال خامات ومواد مهمشة متمثلة، كان لها الشغل الأكبر في تمثل الحركة بآلية اشتغال صناعية في فن مابعد الحداثة. كما أن ” تعدد التقنيات المستخدمة، واختلاف الآليات المتبعة في نتاجات الفن الحركي جاء نتيجة الرغبة في مواكبة التطور العام، وما رافقه من تحول في مفاهيم الإنسان، وعلاقته بالعالم، ومفهومه للكون، والسرعة، والزمن”.
7ـ النحت التجميعي:
بدء التحول” الذي أحدثه استخدام المادة في النحت المعاصر، مع استخدام الأشكال الجاهزة الذي جاء مع أعمال مارسيل دوشامب، وفيه تحرر النحات من الخامات التقليدية، حيث استخدم طرقا، وأساليب جديدة في استخدام مخلفات الصناعة لصياغة قوالب فنية تميزت بالإبداع، والتجديد”. كما يشير آل وادي إلى ” تحول التعبير البيئي في عصر التجميع من مهارة حرفية للفنان في استخدام المواد التقليدية، إلى استخدام أي شيء يمكن أن يحقق ذاتية، وخلق جديد، ويعطي تعبيراً عن صيغة مبتكرة في استخدام المستهلك، والمستعمل من النفايات، والمواد اليومية”.
مميزات الفن المفاهيمي:
- الفن المفاهيمي هو حالة تحويل فكرة ما وجعلها ملموسة .
- الفن المفاهيمي حدسي وليس نظريا.
- الفن المفهومي خروج عن الفن.
- التركيز على الفكر الخالص ,بينما تقف العاطفة للتعبير على الجانب الاخر.
- أنه يمثل مرحلة من النشاط ما بين الفكرة والنتاج النهائي.
- الفن المفاهيمي أسئلة عن طبيعة ما يفهم من الفن, لان الفن وجد بالطبيعة كـمفهوم.
- الفن مجال لتأمل العقلاني النقدي.
- يعتبر أعادة تعريف للفن بجوهره لا وظائفه ولا نفعية وهو مجرد من الغايات .
- الفن المفهومي أعاد الاعتبار للمضمون.
- الفن المفاهيمي همش الشكل .
- الواقع بالنسبة للفن المفاهيمي هو المجال الاساسي لأي مقابلة جمالية.
- أن الفن المفاهيمي يصبح احيانا فيزيقيا (ماديا)تماما.
- كان الفن المفاهيمي يعتمد احيانا المحاكاة الساخرة.
لم ينته الموضوع , اكمل بقية المواضيع عن ( الفن المفاهيمي )
الكاتبة : أسماء خالد العماري
أسماء خالد العماري كاتبة *حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم.من كلية التصاميم والفنون في الرسم والفنون. تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. جامعة الملك عبدالعزيز. *حازت على جائزة التحدي. مسابقة tiny لأصغر لوحة. كلية التصاميم. *حاصلة على عدة دورات و شهادات في مجال التربية الفنية.* مشاركة في ملتقى ومعرض منارة العرب الدولي الثاني الالكتروني للثقافة والفنون. الاردن.