” تشبهني” هذا شعوري كل ما تأملتها تعجبني كم هي ممتعة مشاهدتها في نفس المكان تلك شجرة كم هي طويلة و عريضة و في كل اليوم أطرح سؤال نفسه كل ما مررت بها
كم يا ترى عمرها ؟ عندما انظر الي اغصانها احس كل ما مررت به من صعوبات و رغم كل ما مررت به هي ثابة في مكانها صامدة،جامدة ،توجه الرياح قوية و الامطار غزيرة و البرد قارس و شمس الحارة كم هي قوية لا تستلم أبداً رغم كل الصعوبات و العثارات أخذت وقت طويلا أبحث في سبب حبي لها و لماذا كل ما نظرت لها شعرت بفرح و اعجابي بها وجدت انه لم يأتي من فارغ أو عبث فكيف لا أحبها و هي التي كانت مصدر الحياة و انقذت ملايين البشر من أخطر امراض التي وجهها الانسان عبر التاريخ وكان الدواء ملاريا مستخرج من لحائها اعجابي بها لم يأتي من فارغ و كل ما احسسه وجدته فيها القوة و ثبات و اصرار و تحمل شجرة الكينا شجرة عظيمة عبر التاريخ. لقد جرت العادة أن تمر على الإنسان ظروف أشبه بتلك التي تمر على الطبيعة الكونية، من خلالها نرى إبداع الخالق في تقنين أنظمة الكون بدقة عالية، فيحصل للإنسان مايحصل للكون، من سكينة واضطراب، وزلازل وفيضانات، فترتوي حينًا وتجف حينًا آخر، تُزهر الأرض بعد انهمار غيث الماء عليها، ويزهر الإنسان بعد انهمار غيث العلم والمشاعر عليه، ترتادهُ أوقات تصبح شمس ظروفه حارّة كشمس الصيف على هذه الطبيعة، وأحيان يكسو نشاطاته الجمود كقطرات الثلج عندما تتساقط على هذه الأرض!
ظروف الطبيعة تعطينا القدرة على إسقاط ظواهرها بالتشبيه والتقريب على الإنسان ، لكن ظروف الإنسان تفسر لنا أسرار تلك الظواهر، فما يضطرب خارج الإنسان إلا لمعارك
تدور في داخله ، ولا تزدهر ملامحه إلا بعد تنظيمٍ دقيق في داخل فتكون الأشجار مصدر دروس تعلمنا العطاء و تضحية دون مقابلتعلمنا الحب رغم اهملها و اعتناء رغم قسوتنا عليها
حافظوا عليها لأنها تعتني بأروحنا ..!
بقلم : أمل التونسي
امل التونسي مصورة فوتغرافية و محبة للفنون من تونس الخضراء هي مغرمة بالتصوير فتوغرفي الطبيعة و كل اماكن التاريخية لاني احس فيها شعور خلود رغم الفناء و هذا تناقض يعجبيني لأننا سنعيشه في يوم من الايام و باالنسبة للتصوير الطبيعة أحب اشجار لأنها مثل الانسان يجيب عليها مقاومة و ثبات رغم كل عوامل احسهاا رمز الثقة و المقاومة
1 فكرة عن “خاطرة في لوحة – تشبهني !”
مقال رائع جداً .. “كلام جميل ومقال أجمل، استمتعت بكل ما كتبت”، موهبة تستحق التشجيع بالتوفيق
التعليقات مغلقة.